بثت قناة سي بي سي الأمريكية تقريرا عن البن اليمني في شاشتها ونشرته في موقعها على الإنترنت، واستعرض معدوه مزايا عديدة تظهر جودة هذا المنتج في اليمن، ومذاقه الخاص.
ونقلت القناة تصريحات لخبراء أمريكيين أقسموا – وفقا للقناة – بأن القهوة التي تم إعدادها من البن اليمني الذي جاء من أرض بعيدة المنال جيدة إلى آخر قطرة، وتستحق سعرا جيدا يليق بها.
وتم التدقيق على الحبوب المحمصة في مكان متخصص يقع في سان رافاييل بكاليفورنيا، وتبين أن لديها حالة استواء جيدة ونضج رائع، وفقا للقناة.
وعلقت بلاكستون (لم يذكر التقرير صفتها) عندما تذوقت قهوة البن اليمني بالقول: "هذا هو العلاج، وهذه هي العاطفة، وهذا هو التاريخ، وهذا هو الدراما، وهذه هي أفضل قهوة في العالم".
وتقول القناة التي ترجم ما نشرته "الموقع بوست" إلى العربية إن البن يأتي من اليمن التي تعيش حربا طاحنة، مما جعل القهوة اليمنية بعيدة المنال عن الكثير من الناس لعدة عقود، حتى قرر شاب يمني يدعى مختار الخنشلي الذهاب إلى اليمن والحصول على كميات من البن اليمني الأصيل.
يقول مختار الذي استضافته القناة، وأجرى أحد الإعلاميين فيها لقاءً معه: " كنت أعرف أنني ذاهب إلى بلد مزقته الحروب، و كنت أهرب من الرصاصات والضربات الجوية، وأسافر على متن قارب عبر المحيط العملاق".
ويواصل: "بدأت الرحلة عندما رأيت تمثالا يرجع عمره إلى قرن من الزمان في سان فرانسيسكو لرجل يمني مع فنجان من القهوة وضعها في شفتيه، وهي وضعية تحولت لاحقا إلى شعار لشركة هيلز براذرز كوفي".
وقال الخنشلي: "رأيت ذلك، وبدأت أتذكر قصص أجدادي، ووالدتي، فعندما كنت أصغر سناً عادت أسرتي إلى اليمن لفترة قصيرة جداً، لذلك تذكرت عندما كنت أجمع حبوب القهوة مع جدتي".
وتواصل القناة في تقريرها: "كان الاتصال الذي شعر به تجاه القهوة دافعا له ليعود إلى القرى القديمة في اليمن، وهو بلد تركه والداه قبل ولادته، وهو المكان الذي نمت فيه القهوة منذ مئات السنين على مدرجات جبلية شديدة الانحدار".
وقال الخنشلي: "ذهبت إلى حوالي 32 منطقة مختلفة في اليمن، لقد كان الوقت مثيراً للاهتمام بالنسبة لي، لأنني لم أدرك مدى الاضطراب الذي كان موجودا في ذلك المكان، نتيجة عدم الاستقرار السياسي".
ويقال إن المزارعين اليمنيين كانوا أول من زرعوا القهوة، وقد توقفت معاييرها عن السوق الدولية لسنوات، وقال الخنشلي "لذلك أدركت الطريقة التي تم اختيارها ومعالجتها وأنها كانت متعبة للغاية، "وهكذا اضطررت إلى البقاء معهم، وبدأت العمل معهم كتدريب عملي".
ويضيف: "كان ذلك يشبه بناء أنظمة التجفيف للبن، ومنحهم محللات لتحليل الرطوبة، ولكن ربما كان أكبر شيء هو منحهم قروض صغيرة، وقد دفعنا في السنة الأولى ستة حفلات زفاف، ودفعوا إلينا بالمقابل حبوب قهوة".
الحصول على القهوة من اليمن مع سقوط القنابل أجبر الخنشلي على الفرار في قارب صغير عبر البحر الأحمر، يحمل معه حبوب البن من القرى.
وقال "في الواقع عندما هربت على متن القارب، كانت صفقة كبيرة بالنسبة لهم، كانت قرية واحدة قد عقدت اجتماعاً كبيراً، وأدركوا مدى التزامي معهم، وإذا لم يكن عملهم الشاق وإيمانهم برؤيتي، فلن أتمكن من القيام بهذا العمل".
في أمريكا، كان جيمس فريمان، من قهوة بلو بوتل، من بين أول من يذوق حبوب قهوة الخنشلي التي جلبت من اليمن، وقال "كان المذاق مذهلا".
وبدأت بعض محلات البيع بيعه بسعر مذهل: 16 دولار للكوب الواحد.
سأل بلاكستون: "عندما كنت تقدم هذه القهوة بسعر 16 دولار للكوب، هل هو عمل خيري لشرائها؟"، أجاب فريمان بـ "لا، أعتقد إنه عمل من المتعة الحسية، ويجب أن تكون تجربة نقل مذهلة بالنسبة لنا لنكون قادرين على تبرير هذا السعر".
وقال الخنشلي: "الناس على استعداد لدفع المزيد من المال لهذه القهوة إذا كانوا يعرفون أن لها تأثير اجتماعي، ولحسن الحظ مثل هذه القهوة تعتبر رائعة جداً".
ويبدأ هذا السعر مع دفع سعر عادل للمزارعين في اليمن، ثم يرتفع مع تكلفة نقل القهوة من الجبال النائية، وتصديرها من بلد فيه صراع، إلى حزمة هنا في أمريكا.
وقال الخنشلي "إذا أردت مساعدة المزارعين، يجب أن أتأكد من أن قهوتهم رائعة" و "عندما يدفع شخص ما يقارب 16 دولاراً للحصول على فنجان من القهوة، فمن الأفضل أن تكون القهوة جيدة!"
*نشرت المادة في موقع قناة سي بي سي الأمريكية، ويمكن قراءتها على الرابط
هنا