أكاديمي باكستاني ينتقد موقف دولته ودعمها للسعودية ويطالب بعودة جنود بلاده (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الإثنين, 08 يناير, 2018 - 07:15 مساءً
أكاديمي باكستاني ينتقد موقف دولته ودعمها للسعودية ويطالب بعودة جنود بلاده (ترجمة خاصة)

[ مسؤول في الجيش الباكستاني مع ولي العهد السعودي ]

بصفتي ضيفاً على أحد البرامج الحوارية التي يشاهدها الباكستانيون كل مساء، ألفت النظر إلى أن إعلان دونالد ترامب عن القدس كان مداناً بالتأكيد، ولكن ألا ينبغي أن يكون الباكستانيون أكثر قلقا بشأن الكارثة الإنسانية في اليمن ودور باكستان الغامض في ذلك؟ وتجمد الخبير الآخر في الحلقة، ولم تستطع المذيعة الكلام؛ دعت إلى فاصل إعلاني.
 
وهذا أمر نموذجي لكيفية تجنب النقاش العام بشأن اليمن، نظرة على القنوات التلفزيونية الباكستانية والصحف الأردية تؤكد عدم وجود أخبار أو نقاش نقدي، في حين أن الصحف باللغة الإنجليزية في بعض الأحيان تجعل واجهاتها أخبار اليمن، وسائل الإعلام لدينا تطيع المؤسسة المدنية والعسكرية التي تدعم بشكل المملكة العربية السعودية الغنية كامل ضد جارة فقيرة يائسة، هي اليمن.
 
وبعد ساعات قليلة من فشل المتمردين الحوثيين في استهداف قصر ملكي في الرياض، هرعوا إلى تقديم التهاني قائلين: "اعتراض صاروخ بنجاح من قبل التحالف بقيادة السعودية، وبفضل الله سبحانه وتعالى، قبل أن يسبب أي ضرر ".
 
وأشار البيان إلى "تزايد وتيرة وشدة الضربات الصاروخية التي تستهدف المدنيين الأبرياء من قبل المتمردين الحوثيين" وأعلن أن باكستان تقف "جنبا إلى جنب" مع السعودية.
 
حقيقة أن الصواريخ المتمردة البدائية قد أضرت قليلا بلداً محصنة من قبل الدفاعات الصاروخية الأمريكية والبريطانية، فما بالكم باليمن الذي يعد بلا قوة جوية أو دفاعات جوية، والطائرات الموجهة من السعودية تجوب سماءها دون رقابة.
 
وفي العام الماضي، تعرضت أسواق اليمن ومدارسها ومستشفياتها للقصف وأصبحت المجاعة قاب قوسين أو أدنى، وحتى النظم الصحية قد دمرت، وقد تم الإبلاغ عن ما يقرب من مليون حالة مصابة بالكوليرا، ووفقا للأمم المتحدة، توفي ما لا يقل عن 10 آلاف شخص، وكانت الغارات الجوية مسؤولة عن 60 في المائة من الإصابات، بينما نزح أكثر من 2.5 مليون يمني داخلياً.
 
يمكن أن تدهشنا تيريزا ماي التي تنتقد المملكة العربية السعودية لاستخدامها أسلحة بقيمة 4.6 مليار جنيه إسترليني اشترتها من بريطانيا منذ أن بدأت الحرب اليمنية، ومن غير المدهش إن كان دونالد ترامب قد طالب في الواقع بأن تنتهي المملكة العربية السعودية حصارها من ميناء الحديدة.
 
ترامب منافق، ولكن ماذا نقول عن صمت باكستان على الكارثة الإنسانية في دول العالم الثالث في اليمن وسوريا وجنوب السودان، ولم تدِن وزارة الخارجية ضربات التحالف التي تقودها السعودية والتي استهدفت عمداً إمدادات الغذاء والمياه التي تعتبر جريمة بموجب اتفاقية جنيف، كما أنها لم تطالب بوضع حد للحصار المفروض على الغذاء، بل يعتبرون التهديد الذي تتعرض له القصور الملكية والأمراء السعوديين هو أمر مهم.
 
ما الذي يفسر دعم باكستان؟ إن اليمن المغامر يهدد بطريقة أو بأخرى سلامة الأراضي السعودية، على الرغم من أن المطالبة المتكررة من وقت لآخر لا يمكن تصديقها، فالحوثيون غير معروفين للباكستانيين، وفي حين أن هناك بعض الاعتقاد الغامض بأنهم شيعة، فإن الشيعة يرفضون قبولهم بأنفسهم، ففي الستينيات، دعمت القوات السعودية الشيعة الزيديين، وهم الآن جزء من قوات المتمردين الحوثيين، ضد العرب.
 
معظم الباكستانيين لا يعرفون ولا يهتمون بعبد ربه منصور هادي، ومقتل علي عبدالله صالح مؤخراً، أو بالمنافسات القبلية التي لا تعد ولا تحصى في اليمن، وهم لا يعرفون أيضاً أن المملكة العربية السعودية لا تفجر البلدان من أجل الديمقراطية أو حقوق الإنسان، المملكة التي تقطع الرؤوس واليدين علناً ​​كل يوم جمعة لها فائدة قليلة.
 
وباكستان تدعم الهيمنة السعودية لمجرد أن الحقائب من الريال سوف تشتري لك كل شيء، بما في ذلك ولاء السياسيين والجنرالات، لقد عاد الأخوان الشريفون للتو من المدينة، مسرورين بالسماح لهم باللقاء بالملك، وحتى لو لم يشاركوا بشكل مباشر في القتال، فإن الآلاف من جنود الحظ، هم على عتبة ودعوة الحكام السعوديين.
 
النقود هي حقاً ما يتحدث، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - مهندس حرب اليمن - سيصبح قريبا حارسا للأماكن المقدسة، وقد اشترى لتوه أغلى منزل في العالم، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، ويقال إنه بحوالي 392مليون دولار وإنه يحوي أفضل بار في العالم، واشترى سلمان أيضا يخت يبلغ طوله 440 قدما يحتوي هذا المركب الذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار على بركتي ​​سباحة.
 
أولئك الذين على قنواتنا التلفزيونية الذين يهاجمون الولايات المتحدة لغزوها العراق يتجاهلون بسهولة أن السعودية صرفت 20 مليار دولار في حرب العراق ضد إيران، أو 40 مليار دولار التي أعطت الأمريكيين لمطاردة صدام حسين من الكويت.
 
ولكن بعد استجابة السعودية الصامتة لقضية القدس، فإن أجزاء من العالم العربي اشتعلت. ملصقات عرضت في مباراة لكرة القدم في الجزائر صورت الرئيس ترامب والملك سلمان على أنه "وجهان لعملة واحدة"، بعد إعلان ترامب في القدس، أطلق المتظاهرون الفلسطينيون في غزة النار على صور ترامب والملك سلمان ومحمد بن سلمان.
 
إن استمرار دولة سویة سعودية والانحياز مع أولئك الذین يحاولون عمدا تجويع أطفال اليمن قد أضعف الوضع الأخلاقي لباكستان، من سيأخذ باكستان بجدية عندما يتحدث عن محنة الكشميريين أو الروهينجا أو الفلسطينيين؟
 
ويقال إن الصراع اليمني حرب بين الدولتين الكبرى بين السعودية وإيران، ربما تكون وربما لا. ومع ذلك، ليس هناك ما يدعو باكستان إلى اتخاذ موقف، ويجب أن يبقى بعيدا عن حرب دموية فوضي لا تؤثر على أمنها، لقد حان الوقت لجلب قواتنا، المتقاعدين أو الخدمة، من السعودية.
 
* كاتب المادة برفيز هودبهوي وهو عالم فيزياء باكستاني، ويعمل مدرسا للفيزياء في لاهور وإسلام أباد.
 
*نشرت المادة في موقع (dawn) ويمكن العودة إليها على الرابط هنا
 
*الترجمة خاصة بالموقع بوست.
 


التعليقات