[ عرض الحوثيون فيديو لما زعموا أنها لحظة إسقاط طائرة تابعة للسعودية ]
أطلق المتمردون الحوثيون شريط فيديو يدعون أنهم يظهرون فيه اللحظة التي أسقطوا فيها طائرة F-15S تابعة للقوات الجوية السعودية فوق اليمن، ويبدو أن المسلحين الذين تدعمهم إيران قد قاموا بتتبع الطائرة باستخدام برج استشعار "فلير سيستمز ستار سافير"، الذي يتميز بكاميرا الأشعة تحت الحمراء.
وفي الثامن من يناير / كانون الثاني 2018، أصدر الحوثيون لقطات فيديو بالأشعة تحت الحمراء، تظهر شعار شركة فلير سيستمز في الإطار عبر شبكة تلفزيون المسيرة، وقال بيان منفصل من وكالة أنباء سبأ التابعة للحوثيين إن قواتها أسقطت الطائرة بصاروخ أرض جو غير محدد، ويظهر الفيديو الكامل أيضا برج استشعار متحرك على الأرض الوعرة، كما يظهر الفيديو المقاتلة F-15S وهي تزيد من سرعتها وتصدر شعلة قبل أن تصطدم بها قذيفة، مما تسبب في إحداث أضرار كبيرة، ومصير الطيارين غير معروف في هذا الوقت.
ويقول الحوثيون إن هذا الأمر منفصل عن الادعاء الذي قدموه في 7 يناير / كانون الثاني 2018 حول إسقاط طائرة هجومية سويدية من طراز تورنادو، وأكدت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن هذا الحادث جاء نتيجة خطأ فني وليس عمل عدو، واستعاد التحالف الذي تقوده السعودية الطيارين في هذه الحادثة.
وفي تشرين الأول / أكتوبر 2017، أسقط الحوثيون طائرة استطلاع للقوات الجوية الأمريكية MQ-9 Reaper تحلق فوق اليمن. وتفيد التقارير بأن هذا الحادث نتج عن منظومات الدفاع الجوي المحمولة.
هناك احتمال واضح بأن الولايات المتحدة ربما تكون قد زودت اليمنيين ببرج "فلير سيستمز ستار سيرفر" استخدمت أثناء هذا الإسقاط، فوفي يوليو / تموز 2009، وافقت وكالة التعاون الأمني الدفاعي، وهي وسيط الأسلحة الرئيسي في البنتاغون، على ما يسمى بالمبيعات العسكرية الأجنبية الزائفة ، التي تضمنت ثلاثة أبراج 8500 Ultra "أو ما يعادلها"، فضلا عن معدات أخرى.
وتقدر قيمة المجموعة الكاملة، التي يقصد بها ترقية طائرات الهليكوبتر اليمنية، بمبلغ يزيد عن 3.7 مليون دولار. و 8500 Ultra نفسها كانت قيمتها أكثر من 600،000 $ للواحدة.
ولا نعرف يقيناً ما إذا كانت الحكومة اليمنية قد تسلمت هذه المعدات في إطار عملية المبيعات العسكرية الزائفة، ووضعت الحكومة الأمريكية هذه العملية في عام 2006 كوسيلة لتسريع تسليم أنواع معينة من المعدات للحلفاء والشركاء، وخاصة أولئك الذين يعملون في محاربة الجماعات الإرهابية.
وإذا تبين أن هذا هو الحال، فإنه سيكون محرجاً للولايات المتحدة، وكذلك فلير سيستمز بدرجة أقل، وهناك بالفعل أدلة على أن الحوثيين تمكنوا من الحصول على أسلحة ومعدات أخرى من الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك 50 عيار بارتيت و بنادق إم 82 مضادة للمدرعات.
وبخلاف ذلك، لا تزال هناك معلومات قليلة نسبياً عن السلاح الذي كان الحوثيون قد استخدموه أو كيف ربطوا برج "فلير" مباشرة بهذا النظام، ومجرد استخدام جهاز الاستشعار لتتبع ومراقبة طائرات التحالف الذي تقوده السعودية، فضلا عن تصوير التعهدات لأغراض الدعاية، سيكون أمرا بسيطا نسبيا.
وهناك احتمال أن يستخدم المسلحون نظام منظومات الدفاع الجوي المحمولة، كما زعموا عندما أسقطوا MQ-9 في أكتوبر 2017، ومن الممكن أيضا أن الحوثيين قد أعادوا استخدام صواريخ جو - جو ذات الأشعة تحت الحمراء، على هيئة صواريخ أرض جو.
وستكون هناك سابقة تاريخية فيما يتعلق بالنوع الأخير من نظام الدفاع الجوي المحمولة، فالقوات الصربية استخدمت AA-8 و AA-11 الذي تم تعديله من قبل الاتحاد السوفيتي في القتال الذي تم في البلقان خلال 1990.
ويدعي الحوثيون أيضا أنهم أعادوا تنشيط نظام صاروخي من طراز SA-2 التوجيهي أرض - جو، على الأقل، بما في ذلك رادار التحكم في الحرائق التابع لفان سونغ. وقالت المجموعة إنها استخدمت واحدة من هذه الأسلحة الموجهة بالراديو لإسقاط طائرة بدون طيار أمريكية في يناير كانون الثاني عام 2016، ولكن هذا الادعاء لا يزال غير مؤكد، وقد يكونوا قد استخدموا أيضاً إحدى هذه الصواريخ في إدعائهم بإسقاط طائرة هجومية سودانية من طراز سون 24-فانسر في عام 2015، وقد يكون طاقم F-15 قد خلط فيما يتعلق بأي نوع من التهديد واجهت.
في نهاية المطاف، التحذيرات في قمرة القيادة المتلقية لرادار التحذير من الطائرات، قد أشارت أيضاً إلى أن الصاروخ كان موجها بالرادار . كل هذا كان نتيجة قرب الطيارين كثيراً من منظومات الدفاع الجوي المحمولة في منطقة حيث لم يكن من المفترض حقا أن يكون هناك تهديدا مستمرا من صواريخ سام الموجهة بالرادار.
الفيديو أيضا لا تظهر ما حدث لـ F-15S بعد تأثير واضح، لذلك فمن المستحيل تمييز سلاح محتمل سبب هذه الأضرار، وفي عام 2015، ادعى الحوثيون أنهم أسقطوا طائرة أخرى من طراز F-15 سعودي، ولكنهم لم يتمكنوا إلا من عرض صور لصاروخ جو-جو من طراز M-9 كدليل.
*نشرت المادة في موقع (drive) ويمكن الرجوع إليها عبر الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.