كارنيغي: حرب اليمن في عامها السادس إخفاق للتحالف وشلل للشرعية وتفريخ للمليشيا (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 04 أبريل, 2020 - 07:29 مساءً
 كارنيغي: حرب اليمن في عامها السادس إخفاق للتحالف وشلل للشرعية وتفريخ للمليشيا (ترجمة خاصة)

[ مليشيات الانتقالي المدعوم من الإمارات بعدن ]

قال مركز كارنيغي للشرق الأوسط إن التحالف العربي الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن أخفق في تحقيق أهدافه المعلنة مع دخول الحرب عامها السادس.

 

وأضاف المركز -في تقرير أعده الباحث اليمني أحمد ناجي وترجمه للعربية "الموقع بوست"- أنه مع دخول التدخل العسكري السعودي في اليمن عامه السادس، لم يحقق التحالف هدفه المعلن حتى الآن: هزيمة الحوثيين واستعادة الحكومة الشرعية في اليمن.

 

وبحسب التقرير، فإن التحالف السعودي أصبح مجزأ بسبب تضارب المصالح بين أعضائه مما سمح للحوثيين بالتقدم على عدة جبهات.

 

وتساءل مركز كارنيغي: كيف واجه التحالف الذي دخل في القتال بهذه المزايا الكثير من الانتكاسات؟ وهل لديه أمل في النجاح؟

 

بذور الصراع

 

وتطرق التقرير إلى بدء التحالف عمليات عسكرية في مارس 2015 ضد الحوثيين المدعومين من إيران بهدف استعادة شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي فر إلى مدينة عدن الجنوبية بعد أن سيطر الحوثيون على صنعاء في يناير. في البداية، أدى تدخل التحالف إلى إبطاء الحوثيين ودفعهم للخروج من المناطق الحرجة في جنوب اليمن.

 

ووفقا لكارنيغي فإنه بعد مرور خمس سنوات لا تزال حكومة هادي في المنفى، مشيرا إلى أن الانفصاليين المدعومين من الإمارات العربية المتحدة يسيطرون إلى الآن على عدن ويرفضون عودة حكومة هادي إلى المدينة، بينما يسعى شركاء التحالف بشكل متزايد لتحقيق مصالحهم الخاصة.

 

وأوضح المركز أن الحوثيين استفادوا من تلك الانقسامات واستعادوا مناطق كبيرة في المحافظات الشمالية ويتوقعون مواصلة تقدمهم. كما أنهم يجرون مفاوضات عبر القنوات الخلفية مع السعوديين دون تدخل حكومة هادي.

 

الإستراتيجيات المتعارضة

 

وذكر التقرير أن الخلاف مع قطر أدى إلى تدهور العلاقة السعودية الإماراتية مع حزب الإصلاح اليمني وهو فصيل محلي يتماشى أيديولوجياً مع جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من قطر.

 

ولفت إلى أن الإمارات بقيت الشريك الرئيسي الوحيد للتحالف على الرغم من أنها انفصلت عن الإستراتيجية السعودية. على الرغم من الدعم السعودي المستمر لحكومة هادي، ساعدت الإمارات على تشكيل كيان انفصالي وهو المجلس الانتقالي الجنوبي ليكون ذراعها العسكري على الأرض.

 

يقول ناجي في تقريره إن اندلاع الصراع بين وكلاء التحالف في عدن وشبوة و سقطرى ومناطق أخرى، تصاعدت التوترات في يوليو 2019، عندما أعلنت الإمارات انسحابها من اليمن بعد أن وصلت إلى تفاهمها بعدم الاعتداء على الحوثيين.

 

يضيف "لكن الإمارات لم تترك المناظر الطبيعية للسعوديين، وبدلاً من ذلك، قامت بتدريب 200 ألف مقاتل من جنود المجلس الانتقالي الجنوبي وغيرهم من الوكلاء في الشمال الذين سيساعدون في حماية الوطن الإماراتي والحفاظ على ممرات الشحن المفتوحة قبالة الساحل اليمني".

 

النزاعات القديمة والمشكلات الجديدة

 

وأكد المركز أن الانقسامات المحلية بين اليمنيين خلال التدخل العسكري للتحالف، مدفوعًا جزئيًا بإستراتيجية التحالف، تحولت لتقسيم مختلف الجماعات المناهضة للحوثيين والسيطرة عليها بسهولة أكبر.

 

وقال "لم تعد الأطراف المتحاربة الأصلية، الحوثيون والرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة والحكومة المدعومة من التحالف من جهة أخرى، لكن الجبهة المنقسمة للتحالف لم تتمكن من تحقيق تقدم كبير ضد جماعة الحوثيين التي تعتبر مجموعة متماسكة نسبيًا".

 

واستدرك أن الإمارات ترفض الاعتراف بالجيش الوطني لحكومة هادي، مدعية أن العديد من قادته موالون لحزب الإصلاح. لدى السعوديين مخاوف مماثلة. في حين سحبت الإمارات دعمها لجيش هادي، يواصل السعوديون دعمهم حيث لا يزال حزب الإصلاح خيارهم الحقيقي الوحيد كجماعة مناهضة للحوثيين على الأرض.

 

حكومة اليمن المشلولة

 

يمضي مركز كارنيغي في تقريره بالقول إن سيطرة الحوثيين على صنعاء كشف ضعف حكومة هادي حتى قبل تدخل التحالف بقيادة السعودية، لا يملك هادي إستراتيجية للتحديات الأمنية التي يواجهها شعبه.

 

يقول إن هادي حيث انتقل إلى السعودية في عام 2015 بعد مغادرته عمان، أعطى التحالف شيكًا فارغًا لإدارة الوضع لكن هذه العملية أفرغت أي إحساس بالسلطة كان لحكومته ذات مرة. منوها إلى أنهه لليوم، لا يزال معظم المسؤولين الحكوميين في المنفى ويتقاضون رواتب خصبة من التحالف.

 

"من عيوب التحالف الحاسمة موقفه من الديمقراطية وحتى الأنظمة الديمقراطية نسبياً مثل اليمن، قام التحالف بتكرار نماذج الحكم الملكي لمؤيديه عند التعامل مع المجتمعات اليمنية وغالباً ما تلجأ إلى العائلات والمجموعات الموالية لضمان مصالحها وتحقيق سياساتها"، وفقا للتقرير.

 

ولفت إلى أن التحالف استغنى عن بقايا الحياة السياسية الديمقراطية مثل المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني وحرية الصحافة. علاوة على ذلك، اغتيل العديد من المعارضين في المناطق التي يشرف عليها التحالف.

 

يتابع "لقد قوضت إخفاقات الحوكمة هذه شرعية الدولة التي تدخل التحالف ظاهرياً لاستعادتها، مما جعلها أضعف مما كانت عليه قبل خمس سنوات. في الوقت نفسه، تحولت الفصائل المحلية للتحالف إلى إصدارات جديدة من مليشيات الحوثي"، في إشارة منه إلى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.

 

علامات التقدم النادرة

 

ويشير التقرير أيضا إلى أن الإمارات تعمل على حماية مصالحها في جنوب اليمن من خلال دعم فصائلها المحلية وتخفيف حدة التوترات مع الحوثيين.

 

وقال إن السعودية أيضا عمقت علاقاتها مع الحوثيين من خلال مفاوضات وقف إطلاق النار عبر القنوات الخلفية. هدفها هو اتفاقية من شأنها تأمين حدودها وحماية أراضيها من الهجمات الصاروخية الحوثية. إذا توصل الطرفان إلى اتفاق، فسوف تعترف المملكة العربية السعودية بالحوثيين كقادة فعليين في شمال اليمن وتدير ظهرها لحكومة هادي.

 

وخلص مركز كارنيغي في تقريره إلى أن الحل في اليمن لا يبدو قريبا، لافتا إلى أن الخريطة الجيوسياسية الحالية لليمن تلخص بشكل فعال نتائج حرب الخمس سنوات: "الحدود البرية والبحرية العسكرية بالكامل من قبل السعودية والفصائل المدعومة من الإمارات وامتداد واسع من المدن المركزية الغارقة في الفوضى والصراع، مع تركيز السعوديين على تأمين حدودهم الجنوبية أكثر من استعادة الحكم الشرعي في اليمن، وتركيز الإمارات على تأمين مصالحها الخاصة.

 

* يمكن الرجوع للمادة الأصل هنا

 

* ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات