ردود منددة بعد تصريحات "لخشع" عن السجون السرية في عدن
- فريق التحرير الإثنين, 28 يناير, 2019 - 06:09 مساءً
ردود منددة بعد تصريحات

[ وقفة احتجاجية لأمهات المخفيين قسريا بسجون تابعة للإمارات بعدن ]

تسببت تصريحات نائب وزير الداخلية علي ناصر لخشع، حول عدم وجود سجون سرية في المناطق المحررة وإنكاره للتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون والمخفيون قسريا، بموجة غضب لدى أسر وأهالي المعتقلين والمخفيين قسرياً في مدينة عدن.

 

وقال لخشع، في الجلسة التي عقدها مجلس حقوق الإنسان في جنيف، الجمعة، إن "كل السجون في المحافظات المحررة هي سجون رسمية تخضع لإشراف النيابات، نافياً وجود أي سجون سرية أو أماكن تعذيب.

 

ولاقت تصريحات نائب وزير الداخلية ردود أفعال في أوساط اليمنيين متسائلين عن مصير المخفيين في السجون التي تشرف عليها القوات الإماراتية في عدن منذ ثلاث سنوات.

 

فقد نظمت "رابطة أمهات المختطفين"، أمس الأحد، وقفة احتجاجية أمام منزل وزير الداخلية أحمد الميسري، وطالب المشاركون في الوقفة وزارة الداخلية بالكشف عن مصير ذويهم المختطفين والمخفيين قسرياً.

 

واستنكرت الأمهات تصريحات نائب وزير الداخلية لخشع الذي أنكر وجود سجون سرية بمحافظة عدن مطالبات بإظهار المخفيين والإفراج عنهم.

 

يشار إلى أن لخشع سبق وأن نفى في وقت سابق -تحديدا يوليو من العام المنصرم- وجود سجون سرية في عدن تديرها الإمارات، كما أنكر وجود تعذيب للمعتقلين.

 

وكانت تقارير لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولجنة الخبراء والمنظمات المحلية والدولية وتحقيقات لوكالات دولية جميعها تؤكد وجود هذه السجون والانتهاكات الجسيمة، كما أن عدن تشهد بشكل يومي احتجاجات واعتصامات لأهالي وأسر المعتقلين والمخفيين الذين فقدوا أقربائهم منذ سنوات ولا يعرفون مصيرهم حتى الآن.

 

وحول تصريحات لخشع، يتساءل يمنيون عن ماهية الضمانات أو المكاسب التي حصلت عليها وزارة الداخلية في عدن لتغسل عن الإمارات وصمة العار في السجون السرية التي تديرها في عدن وحضرموت بكل هذه السهولة؟

 

وتأتي تلك التطورات بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على إنشاء دولة الإمارات لعدد من السجون السرية والتي وضعتها تحت إشراف تشكيلات أمنية تتبعها بعيداً عن الحكومة الشرعية.

 

ويقبع المئات من أبناء الجنوب في هذه السجون دون تحرك فعلي للحكومة الشرعية من أجل النظر في ملفاتهم وإحالتهم إلى النيابات للبت في قضاياهم.

 

ونظم نشطاء حملة إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي انطلقت مساء الأحد، على الوسم (#اطلقوا_زكريا_قاسم_والمخفيين) تندد بالكشف عن مصير المعتقل التربوي "زكريا قاسم" والمعتقلين الآخرين في السجون السرية والمعتقلات بعدن ومحافظات الجنوب التي تشرف عليها قوات إماراتية.

 

وفي السياق تساءل الكاتب الصحفي سعيد ثابت، بعد إعلان نائب وزير الداخلية لخشع عن عدم وجود سجون سرية في عدن: أخبرنا إذن أين أخفيتم زكريا قاسم الأستاذ التربوي في عدن حماها الله؟

 

وقال ثابت مخاطبا لخشع: لماذا لا تكشفون عن مصيره؟ مضيفا: قل لي بربك: ما الفرق بينكم وبين مليشيا الحوثي الفاشية في الموقف تجاه حق أسر المختطفين في معرفة مصير ذويهم؟

 

 

من جانبه مختار الرحبي، مستشار وزارة الإعلام في الحكومة المعترف بها دوليا، قال "إلى علي ناصر لخشع نائب وزير الداخلية: تقول إنه لا يوجد سجون سرية في محاولة منك لتبييض جرائم ارتكبتها مليشيات تابعة لدولة الإمارات، يكفيك رد هذه الأم المفجوعة بفلذة كبدها".

 

 

من جهته قال الكاتب الصحفي عبدالرقيب الهدياني: إلى علي ناصر لخشع نائب وزير الداخلية، أنت .. مجرد من الإنسانية أمام هذه الأم المكلومة على ولدها المخفي منذ سنوات.

 

وأضاف الهدياني: "لأنك تبيع موقفك ومسؤوليتك وشرفك للسجان على حساب مئات الضحايا".

 

 

‏وتابع الهدياني في تغريدة أخرى: "أمهات المخفيين في سجون الإمارات السرية بعدن يفضحن أكاذيب نائب وزير الداخلية لخشع، هذه الوقفات تصفع السجان ومرتزقته".

 

وأردف: "كم أكره كل وقح بليد يتطاول على أم تطرق كل الأبواب بحثا عن ولدها، هذه العينات من المرتزقة لم يعودوا بشر مطلقا".

 

 

وكانت أمهات المخفيين قسريا في عدن قد نشرن صورا ولافتات خلال وقفتهن أمس الأحد أمام منزل وزير الداخلية الميسري كتب عليها "تصريح نائب وزير الداخلية علي ناصر لخشع ليس لها أساس من الصحة"، كما بث ناشطون مقاطع فيديو لأمهات المخفيين قسريا وهن يبكين ذويهن، يناشدن الحكومة والتحالف بالإفراج عن أبنائهن.

 

اقرأ أيضا: أهالي مخفيين لـ"الموقع بوست": تصريحات لخشع كاذبة وتزييف للواقع

 

اقرأ أيضا: مصدر أمني يكشف لـ"الموقع بوست" خفايا تصريح "لخشع" حول السجون السرية

 

من جهته انتقد المتحدث باسم حزب الإصلاح عبدالملك شمسان، موقف بعض النشطاء وصمتهم تجاه ما يحدث في عدن من اعتقالات.

 

‏وقال شمسان: "يلجأ البعض إلى الصمت إزاء انتهاك حقوق الإنسان، والتخلي -بالتالي- عن مسؤوليته تجاه ذلك، تحاشيا لمواجهة تهمة التسييس لموقفه، فيما الصمت موقف أيضا، وكثيرا ما يكون موقفا مسيسا"، مطالبا بإطلاق سراح التربوي زكريا قاسم والمخفيين في عدن.

 

 

بدوره نشر الصحفي سمير حسن، في تغريدة بحسابه على تويتر، مقطع فيديو لأم تبكي ابنها المخفي قسريا في سجون تشرف عليها الإمارات في عدن.

 

‏وقال حسن: "هذه أم أحد المخفيين قسرياً في عدن تبكي بعد أن أخبرها أحد الجنود أن ولدها مات من شدة التعذيب".

 

 

كذلك الصحفي محمد الجرادي انتقد تصريحات نائب وزير الداخلية وقال "لخشع نائب وزير الداخلية رجل مع هادي والأخرى مع الإمارات".

 

وأضاف: "اليوم ينكر في ملتقى حقوق الإنسان في جنيف وجود سجون سرية تابعة للإمارات بعدن، وحضرموت والموثقة بتقارير ميدانية لمنظمات حقوقية عالمية معروفة، ومشهود لها بالنزاهة".

 

وتابع الجرادي بالقول: "لخشع يعطيك صورة واضحة عن المسؤول البليد والمرتزق أيضاً".

 


التعليقات