مأرب.. ندوة فكرية حول الثائر القردعي توصي بإنشاء هيئة للذاكرة الوطنية  
- متابعات الخميس, 20 فبراير, 2020 - 07:51 مساءً
مأرب.. ندوة فكرية حول الثائر القردعي توصي بإنشاء هيئة للذاكرة الوطنية  

[ صورة للندوة ]

أوصت ندوة فكرية عقدت بمحافظة مأرب اليوم بإنشاء هيئة للذاكرة الوطنية، وإعادة صياغة المناهج الدراسية، بما يرسخ التضحيات والبطولات التي بذلها رموز الثورات الوطنية وعلى رأسهم الشهيد الثائر علي بن ناصر القردعي صاحب الرصاصة الأولى في نعش الإمامة.

 

ودعا المشاركون في الندوة التي نظمها مركز العاصمة الإعلامي تحت شعار "نحو تكوين ذاكرة وطنية" الجهات المعنية في الحكومة وعلى رأسها وزارات التربية والثقافة والإعلام إلى استعادة ما تعرضت له الذاكرة الوطنية من طمس خلال العقود الماضية تم خلالها تغييب الأدوار والبطولات والتضحيات التي بذلها الشعب اليمني في التخلص من النظام الكهنوتي السلالي.

 

وأعرب المشاركون عن استغرابهم لغياب شخصية وطنية بحجم الشهيد القردعي وما جسده من نضالات وطنية إلى جانب رفاقه من أبطال ثورة 1984، والتي تم تغييبها لسبعة عقود من الزمن، مع أنها كانت سبباً في الوصول إلى ثورة 26 سبتمبر 1962 المجيدة، التي أنهت أسوأ حقبة في تاريخ اليمن، وتحاول الإطلالة برأسها مجدداً.

 

وخلال الندوة قدم الباحث عبد الإله البوري صاحب أول عمل إعلامي تلفزيوني تناول شخصية الشهيد القردعي ورقة عمل تناول فيها الأدوار النضالية للثائر منذ رفضه دخول عسكره قبيل مراد بعد تولي يحيى حميد الدين حكم اليمن، ما تسبب في قيام الإمام يحيى باعتقاله والحكم عليه بالقتل، قبل أن يتمكن في عملية بطولية الخروج من السجن.

 

وأكد الباحث البوري أن ثورة 1948 التي مثل الثائر القردعي بطلها، جاءت بعد أن وصل الطغيان الإمامي منتهاه، وبات اليمنيون بين مخفي ومشرد وجائع ورهينة، وتفشى الجهل والمرض والفقر، واستبد الإمام عبر عماله باليمنيين وسامهم سوء العذاب حتى صدرت الفتاوى بحقه من قبل علماء الزيدية الذين ينتمي إليهم الإمام بالخروج عليه لظلمه.

 

وأشار إلى أن الثائر القردعي وقبل تنفيذه العملية البطولية في اغتيال الإمام كان قد جمع نحو 40 فتوى بذلك، وبعد أن رفض الإمام يحيى إجراء إصلاح نظام الحكم، وقمعه ومحاربته الثوار الذين كانوا يطالبون بدستور ينظم العلاقة بين الحاكم والشعب.

 

وتطرق الباحث البوري إلى نضالات الشهيد القردعي ضد الاحتلال البريطاني وكيف أن الإمام يحيى حاول استخدام الروح الثورية التي يتحلى بها الشهيد للتخلص منه عبر البريطانيين، من خلال الإيعاز له بوقوفه إلى جانبه في مواجهة الاحتلال البريطاني في شبوة، ليتضح بعد اعتقاله من قبل البريطانيين مستوى التعاون بين الإمام يحيى وبريطانيا، عندما حاولت طائرة البريطانيين نقله إلى صنعاء لتسليمه للإمام يحيى باعتباره متمرداً على إمام المسلمين.

 

ووفق الباحث البوري فإن الشهيد القردعي وعندما أدرك الخديعة وهو على متن الطائرة، قام وأرغم البريطانيين على تغيير مسار الطائرة وإعادتهم إلى منطقته، وأفشل خطة الإيقاع به، ممادفعه لقول البيت الشعري الشهير:

قدهم على شور من صنعاء إلى لندن

متآمرين كلهم سيد ونصراني.


التعليقات