الاستعدادات والتوقعات والحلم بتكرار الانجاز..
ناشئو اليمن في العرس القاري.. هل سيصنعون فرحةً جديدة لملايين اليمنيين؟ (تقرير)
- عاطف العميري الخميس, 15 يونيو, 2023 - 10:20 صباحاً
ناشئو اليمن في العرس القاري.. هل سيصنعون فرحةً جديدة لملايين اليمنيين؟ (تقرير)

[ منتخب الناشئين في اليمن ]

منذ كتابتهم للتاريخ وتحقيقهم لأول بطولة في تاريخ كرة القدم اليمنية الطويل بإحرازهم لبطولة غرب آسيا للناشئين 2021، تعلق الجماهير اليمنية الآمال على كتيبة اللاعبين الموجودة حاليًّا في منتخب الأحمر الصغير لتحقيق المزيد من الإنجازات، وتجديد فرحة شعبٍ غيبتها أوضاع البلاد المأساوية.

 

وعلى الرغم من التغيرات التي طرأت على الجهاز الفني للمنتخب، والتشكيلة باستبعاد لاعبين وإحلال آخرين لأسباب قانونية وفنية، إلا أن الأحمر الصغير استطاع أن يحجز مقعده في النهائيات الآسيوية إثر تصدره لمجموعته بالعلامة الكاملة في منافسات التصفيات الخاصة بمجموعته الخامسة التي ضمته مع منتخبات بنغلاديش المستضيف وسنغافورة وبوتان، إذ فاز على المنتخبات الثلاثة 4-0 و 6-0 و 8-0 تواليًا.

 

التأهل بهذه النتائج الكبيرة منح الشارع اليمني -خاصة بعد تذبذب مستوى أشبال سبأ بعد تحقيقهم لكأس غرب آسيا- دفعة أمل كبيرة، ورفع طموحها بتحقيق إنجاز في المحفل القاري، وأتت قرعة دور المجموعات لتزيد من هذا الطموح، إذ أوقعت منتخبنا في المجموعة الأولى التي تضمّ أيضًا كلا من تايلاند المستضيفة وماليزيا ولاوس، وهي منتخبات مستوياتها تقارب مستوى منتخبنا الصغير، مما جعل غالبية الشارع الرياضي اليمني يتوقع أن يتجاوز ناشئو اليمن دور المجموعات وبسهولة.

 

التقرير التالي يستعرض آراء ذوي الاختصاص حول استعدادات الأحمر الصغير للبطولة وتوقعاتهم وطموحاتهم من مشاركته، والتي يقص شريطها بمواجهة المنتخب الماليزي اليوم الخميس.

 

استعدادات جيدة وكافية.. التنوع في أماكن المعسكرات خطوة ذكية

 

بعد التأهل للمحفل الآسيوي بدأت الاستعدادات للبطولة بنزول ميداني للمحافظات، وتجمعات تدريبية متنوعة ليستقر الجهاز الفني على اختيار 38 لاعبًا دخلوا في معسكر داخلي بصنعاء خلال الفترة من 13 فبراير وحتى 15 أبريل 2023م لعب فيه الأحمر الصغير 14 مباراة ودية مع أندية الأمانة في مختلف الفئات العمرية: ناشئين وشباب وأول، وحقق فيها نتائج جيدة.

 

 

بعد معسكر صنعاء توجه المنتخب إلى القاهرة ومباشرة إلى أوزبكستان ولعب مباراتين تجريبيتين دوليتين أمام المنتخب الاوزبكي خسر الأولى بنتيجة (5-1) ، وخسر الثانية بهدفين نظيفين، وعاد المنتخب إلى العاصمة المصرية القاهرة وأقام معسكرًا لمدة أسبوعين خاض فيه مباراتين وديتين الأولى أمام فريق شباب وناشئي الأهلي المصري انتهت بالتعادل الإيجابي (2-2) والثانية أمام فريق زد المصري انتهت بفوز المنتخب الوطني بهدف وحيد.

 

ثم توجه المنتخب إلى العاصمة القطرية الدوحة ودخل في معسكر لمدة 10 أيام خاض فيه مباراتين وديتين، أمام فريقي شباب وناشئي المرخية القطري، فاز على الأول (5-0)، والثاني (8-0).

 

وبعد انتهاء معسكر الدوحة، توجه أشبال سبأ إلى مدينة الدمام السعودية ودخلوا في معسكر لمدة 8 أيام، تخلل المعسكر مباراة ضد المنتخب السعودي انتهت بفوز المنتخب اليمني بهدف نظيف.

 

واختتم المنتخب استعداداته للنهائيات الآسيوية بمعسكر في العاصمة الفيتنامية هانوي، ولعب مباراة ضد المنتخب الفيتنامي انتهت بفوز منتخبنا بهدفين نظيفين.

 

وحول استعدادات الأحمر الصغير للبطولة، قال الأكاديمي الرياضي ولاعب نادي وحدة صنعاء سابقًا، الدكتور محمد مفلح: "استعدادات المنتخب اليمني للناشئين -على حد علمي- هي الأفضل على الإطلاق كونه لعب مباريات كثيرة، حقق فيها نتائج جيدة، وسجل الكثير من الأهداف".

 

الدكتور محمد مفلح، أكاديمي رياضي ولاعب نادي وحدة صنعاء سابقا

 

وأضاف مفلح في حديثه لـ "الموقع بوست": "هذه الأرقام تعد مؤشرًا جيدًا لفاعلية المعسكرات التدريبية التي اشتملت على هذا الكم الجيد جدًّا من المباريات، حيث يغفل البعض عن أنّ اللاعب تزداد قوته وألقه وسطوته وثباته الانفعالي ومستوى تركيزه وحضوره الذهني ومهاراته النفسية والفنية ويكتسب خبرات متراكمة تجعل منه لاعبًا متمرسًا ومتمكنًا وذا قيمة عالية، ومن ناحية أخرى فإن عدد الأهداف التي سجلها اللاعبون في المباريات تعطي مؤشرًا -هي الأخرى- على النزعة الهجومية الواضحة والإيجابية التي تثمر وتحقق الأهداف."

 

ويرى مفلح في حديثه لـ "الموقع بوست" أن اختيار أماكن المعسكرات كان جيدًا، ابتداءً من المعسكر الداخلي في العاصمة صنعاء؛ حيث يتواجد فيها العديد من الأندية القوية للعب تجارب ودية معها، مرورًا بالمعسكرات الخارجية في مصر وقطر السعودية، وهي دول لها ثقلها ووزنها على خارطة كرة القدم العالمية.

 

وعن اختيار فيتنام لإقامة المعسكر الختامي ولعب مباراة ودية مع المنتخب الفيتنامي يعلق مفلح: "هي الخطوة الأكثر ذكاء وروعة لسببين؛ الأول هو وجود فيتنام في شرق آسيا، فالأجواء مشابهة لأجواء البلد المستضيف وبالتالي بدء انتظام الساعة البيولوجية للاعبين، أما السبب الثاني فهو المستوى الفني لمنتخب فيتنام القريب إلى حد ما من مستويات منتخبات دول شرق آسيا."

 

ويتفق الكابتن خالد الدغيش (مساعد مدرب المنتخب الوطني الأول سابقًا) مع الدكتور مفلح حيث يقول:" اختتام المعسكرات بمباراة ودية ضد المنتخب الفيتنامي في العاصمة الفيتنامية قبل التوجه إلى تايلاند -البلد المستضيف للنهائيات الآسيوية- نقطة تحسب للاتحاد والجهاز الفني لتشابه الأجواء وتأثير الساعة البيولوجية على الناشئ الصغير من حيث اختلاف توقيت النوم والأكل والطقس".

 

الكابتن خالد الدغيش، مساعد مدرب المنتب الوطني الأول سابقا

 

ويضيف الدغيش:" تنوع أماكن المعسكرات ما بين معسكر داخلي وأكثر من معسكر خارجي في أكثر من دولة نقطة إيجابية خاصة للاعبين صغار السن، حتى لا يشعر اللاعبون بالملل ويكون المردود سلبيًّا، هذا التنوع يخدم أهداف البرنامج التدريبي الموضوع من مدرب المنتخب الكابتن محمد حسن البعداني، وأعطى الجهاز الفني مساحة من الوقت لإعطاء الفرصة لعدد كبير من اللاعبين المحليين أو من الجاليات اليمنية بالخارج لإثبات امتلاكهم للموهبة التي تعطيهم الحق بتمثيل الوطن وهذا حق مشروع للجميع."

 

ويرى كل من الدكتور محمد النظاري (دكتور في الإعلام الرياضي وعميد مركز التدريب وخدمة المجتمع بجامعة البيضاء) وخالد النواري (صحفي رياضي) وفكري الجفري (محلل رياضي) أن منتخب الناشئين الحالي حصل على فترة استعدادات كافية وجيدة لم يحصل عليها أي منتخب وطني من قبل، فقد كانت مدتها طويله وتخللها معسكرات داخلية وخارجية متعددة، وخاض فيها عددًا كبيرًا من المباريات التجريبية مع أندية ومنتخبات قوية ومنافسة ومن مدارس كروية مختلفة.

 

وعلى الرغم من أن الناقد الرياضي مراد أبو الرجال يرى أن الاتحاد اليمني لكرة القدم قام بتفريغ نفسه من جميع المسؤوليات والاهتمامات وصبّ كامل اهتمامه في تجهيز منتخب الناشئين للعرس القاري، إلا أنه وجه له نقدًا لاذعًا بخصوص التخطيط للمعسكرات، واختيار أماكنها حيث قال:" بتاريخ الكرة اليمنية لم يكن هناك أي تنسيق أو عمل دراسة للمعسكرات، فقط معسكرات في مصر أو في دول الخليج، أي شيء يقدم بالمجان، بدعوات مجانية سوف يتم قبوله، سواء كان اللعب ضد أندية أو فرق محلية، وحتى في أماكن غير صالحة للعب كرة القدم، فلا يوجد أي دراسة أو تخطيط لموضوع المعسكرات، ومدى فائدتها الفنية للبطولات".

 

مراد ابو الرجال، ناقد رياضي

 

ومن وجهة نظر الكابتن علي سديس (لاعب نادي شباب الجيل والمنتخب الوطني الأولمبي سابقًا) فإن معسكر صنعاء لم يكن بالشكل المأمول، وكان سلبيًّا أكثر مما هو إيجابي. "مواجهتا أوزبكستان أظهرت ذلك، وتم تلافي الأخطاء في معسكر القاهرة، ثم ارتفع الرتم تدريجيًّا في معسكري قطر والسعودية، وظهرت النتائج في مباراتي السعودية وفيتنام، فقد صار المنتخب أكثر انسجامًا، لعب مباراتين ضد منتخبين قويين وحقق فيها مردودًا إيجابيًا أداء ونتيجة وهذا هو الأهم في الموضوع." يعلق الكابتن سديس.

 

وهو ما يوافقه فيه الناقد والصحفي الرياضي عبد العزيز الفتح قائلًا: "نستطيع القول بأنه بعد المباراتين الوديتين مع أوزبكستان بدأ المعسكر الخارجي الفعلي لمنتخبنا الوطني للناشئين وبدأ الجهاز الفني بتصحيح الأخطاء بعد الخسارة في تلك الوديتين".

 

عبدالعزيز الفتح، ناقد وصحفي رياضي 

 

وبالمجمل فإنّ الجميع يتفق على أن فترة الإعداد كانت جيدة وكافية للمنتخب لخوض غمار نهائيات كأس آسيا للناشئين.

 

المباريات الودية مؤشرات جيدة.. ولكنها ليست مقياسًا

 

خلال فترة الاستعدادات لعب الأحمر الصغير 22 مباراة، فاز في 17 مباراة تجريبية، وتعادل في 3، وخسر في اثنتين، وسجل خلالها 56 هدفًا.

 

وحول نتائج المباريات التجريبية يصرح الكابتن خالد الدغيش: "المباريات الودية أتت بثمارها المرجوة، والمميز أنّ الأهداف المسجلة فيها سجلها أكثر من لاعب وهذه نقطة إيجابية جدًّا؛ فهذا يدل على امتلاكنا لأكثر من موهبة تستطيع وضع بصمة وفارق بالعمل الجماعي، فمن المسجلين للأهداف لاعبون سابقون شاركوا في بطولة غرب آسيا والتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا، ولاعبون منضمون حديثًا للمنتخب، وهذا يشكل قوة ضاربة لمنتخبنا ويحسب ذلك للمدرب البعداني وجهازه المعاون".

 

 

ويؤكد الدغيش: "نتائج المباريات الودية لا تشكل أهمية كبيرة للأجهزة الفنية بقدر أهميتها لأجواء المباريات الرسمية، حيث تظهر الإمكانيات الحقيقية للاعبين التي قد لا تظهر بالتمارين العادية وتكشف المستوى البدني والفني والجانب النفسي أثناء المنافسات بين اللاعبين، كما أنها مؤشر حيوي وقوي للجهاز الفني للاطلاع من أجل اختيار التشكيلة الرئيسية للفريق أثناء المنافسات النهائية، ومعرفة أوجه القصور ومعالجتها وتعليم طريقة وأسلوب لعب المباريات."

 

"نستثني أهمية الفوز في المباريات الودية لإكساب اللاعبين الصغار ثقافة الفوز وطعم لذة تسجيل الأهداف والانتصار." يكمل الدغيش.

 

فكري الجفري يرى أن المنتخب الوطني للناشئين خرج بنتيجة إيجابية من خلال المباريات الودية التي خاضها وحقق الاستفادة، ودليل على هذا الشيء أن منتخبنا سار في نسق تصاعدي من بعد الخسارة في المباراتين أمام المنتخب الأوزبكي، وعاد وهزم المنتخب السعودي والمنتخب الفيتنامي.

 

مجموعة متوازنة.. وعدم الاستهانة بالخصوم مفتاح التأهل للدور القادم

 

بعد أن أوقعت قرعة النهائيات الآسيوية الأحمر الصغير في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات: تايلاند (المستضيفة)، وماليزيا ولاوس، رفع الشارع الرياضي من سقف طموحاته ورأى أن منتخبنا قادر على تجاوز هذه المنتخبات بسهولة والتأهل للدور القادم، وهو ما يوافقهم فيه -نوعا ما- الدكتور محمد النظاري قائلًا: "مجموعة منتخبنا وإن التقينا مع تايلاند البلد المستضيف، إلا أنّ منتخبي ماليزيا ولاوس، ليسا بالعقبة، وأرى أنّ تجاوزنا لدور المجموعات لن يكون صعبًا من الناحية النظرية، إلا إذا حدث ما لا يحمد عقباه أثناء المباريات".

 

الدكتور محمد النظاري، إعلام رياضي وعميد التدريب وخدمة المجتمع بجامعة البيضاء

 

وعلى عكس النظاري، يرى فكري الجفري أن مجموعة منتخبنا محفوفة بالمخاطر، مضيفًا إلى كلامه: "كرة القدم في بلدان شرق آسيا تطورت، لا نستهين بمنتخب تايلاند ولا بماليزيا ولا حتى بمنتخب لاوس على الرغم من أني أراه أقل فنيًا من منتخبات ماليزيا وتايلاند، هذان الأخيران منتخبان محترمان جدا، ولديهما عناصر جيدة، منتحبان يلعبان كرة قدم جميلة ومنظمة".

 

ويواصل الجفري كلامه موجهًّا: "على منتخبنا الحذر وعدم التهاون واللعب بأسلوب جيد وخطط متوازنة تمنح الفريق السيطرة والاستحواذ على اللعب ومباغتة الخصم، والكابتن محمد البعداني كابتن قدير ويعرف هذه الأمور الفنية."

 

ويعتقد الجفري أن أشبال سبأ قادرون على تجاوز المجموعة، "لكن هذا يعتمد على جهد اللاعبين، وعلى أفكار المدرب وخططه، وإذا حصل أي تهاون أو أية أخطاء فنية أو من قبل اللاعبين، قد نجد أنفسنا خارج بطولة آسيا مبكرًا وهذا ما لا نتمناه." يستدرك الجفري محذرًا.

 

فكري الجفري محل رياضي

 

الكابتن خالد الدغيش في حديثه لـ "الموقع بوست" يخالف توقعات الجماهير قائلا: "المجموعة الأولى والتي تضم منتخبنا مع منتخب تايلاند المستضيف للنهائيات مجموعة ليست سهلة كما يعتقد البعض؛ لأن كرة القدم الآسيوية في تطور مستمر..."

 

وعلى الرغم من هذا يتوقع الدغيش أن يتصدر منتخبنا المجموعة الأولى "لامتلاكنا خامات ومهارات تعتبر ثروة وطنية لا يمتلكها غيرنا بالفرق المنافسة لنا." على حد تعبيره. ويرى أن مفتاح التأهل لكأس العالم سيكون الفوز في المباراة الأولى أمام ماليزيا، لأنها ستعطينا دافعًا وحافزًا لتخطي منتخب لاوس.

 

يضيف الدغيش: "مباراتنا الثالثة ضد المستضيف تايلاند ستكون صعبة عليهم لأنهم سيكونون تحت الضغط الجماهيري، وضغط نفسي كبير قد لا يتحمله لاعبو هذا السن وهذا ما يجب أن يركز عليه جهازنا الفني."

 

عبد العزيز الفتح يعلق على مجموعة منتخبنا: "مجموعة منتخبنا متوازنة ومتكافئة، صحيح أننا على مستوى منتخب الناشئين في المستوى الأول للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ولكن كرة القدم في شرق آسيا تطورت وأصبحت قوية في الفئات العمرية، ماليزيا وتايلاند ليست منتخبات سهلة، ولابد من الحذر منهم، كذلك لاوس منتخب ليس لقمة سهلة، ولكننا نثق في أبناء البعداني ورفقاء عادل عباس".

 

الكابتن علي سديس، لاعب نادي شباب الجيل  والمنتخب الوطني الأولمبي سابقا

 

وحول مجموعة الناشئين يقول الكابتن سديس: "لن نقول أنها قوية ولن نقول أنها ضعيفة، هي مجموعة متوازنة؛ لأن منتخبات شرق آسيا تحسنت وتقدمت وبدأت تهتم أكثر بكرة القدم، في الماضي البعيد كانت كرة القدم مجرد تحصيل حاصل بالنسبة لهم، الآن الوضع اختلف، ولن يكون التأهل سهلًا، ولكن إذا شعر اللاعبون بالمسؤولية، والمدرب وضع النقاط على الحروف، ستكون النتائج إيجابية ومنتخبنا سيخطف بطاقة التأهل في المجموعة."

 

التوقعات والتمنيات.. والحلم بتكرار الوصول للعالمية

 

عشرون سنة مضت منذ إنجاز منتخب الأمل، الذي حقق وصافة كأس آسيا والوصول لكأس العالم 2003م، وعلى امتداد هذه الفترة الطويلة، يراود الجماهيرَ اليمنية من حين لآخر حلمُ تكرار ذلك الإنجاز، ومع هذا الجيل من اللاعبين الأشبال ارتفع سقف الطموحات، واقترب الحلم أكثر فأكثر، ومن حقّ الجماهير أن تحلم، فهؤلاء الأشبال هم الذين حققوا البطولة الوحيدة في تاريخ كرة القدم اليمنية، بطولة غرب آسيا للناشئين 2021م، وهم القادرون كذلك على تحقيق المزيد من الإنجازات.

 

عن طموحاته وتمنياته يفصح الجفري: "أتمنى أن يصل منتخبنا إلى المباراة النهائية أو حتى يحقق البطولة ويصل للعالمية."

 

لكن التمنيات تختلف عن التوقعات بحسب قوله، ولم يحدد توقعه بدقة، وترك باب التوقعات مفتوحًا، وأردف الجفري "أنا متفائل، متفائل بالمجموعة، متفائل بالكادر الفني، الكابتن محمد البعداني والكابتن هيثم الأصبحي، الكابتن محمد نجاد استطاعوا أن يجدوا توليفة جيدة وممتازة من اللاعبين على مستوى كل الخطوط، وأتوقع أن يذهب المنتخب بعيدا في هذه البطولة، ويلبي تطلعات وآمال الشعب اليمني والشارع الرياضي تحديدًا، ومن أهم الأسباب والمؤشرات التي تجعلني أتفاءل أن منتخبنا سيذهب بعيدا في هذه البطولة هي فترة الإعداد الطويلة التي ساعدت على إيجاد التناغم والتجانس بين اللاعبين، أيضا يمتلك عناصر متميزة جدًّا تمتلك مهارة عالية، عناصر لربما تستطيع أن تحقق ما حققه منتخب الأمل."

 

الدكتور محمد النظاري متفائل جدًّا ويرى أن منتخبنا سيكون رقمًا صعبًا في البطولة، "إن شاء الله تعالى نكون أحد المنتخبات الأربعة المتأهلة لنهائيات كأس العالم للناشئين."

 

الدكتور محمد مفلح متفائل أيضًا في توقعاته، ويقول إنه على يقين بأن منتخبنا سيحقق المراد ويتغلب على منافسيه، ويذكر مفلح أسباب هذا التفاؤل الشديد: "الأسباب كثيرة، ذكرنا بعضها بالأرقام وأشرنا إلى الأماكن المتعددة التي شملها برنامج المعسكر الداخلي والخارجي وأيضًا فاعلية نجومنا من حيث الجمل التكتيكية والاستحواذ والتحولات السريعة الدفاعية-الهجومية والهجومية-الدفاعية، والاختراق في العمق واللعب من الأطراف والرأسيات والكرات الثابتة والتصويب وغيرها من المهارات التي أثبت نجومنا  علو كعبهم فيها ومقدرتهم وتمكنهم من هذه المهارات..."

 

سامي نذير (متابع للشأن الرياضي) يشارك النظاري ومفلح تفاؤلهما الشديد بقوله: "أتوقع أن يصل منتخبنا إلى نصف النهائي، فحسب اعتقادي لا يوجد خطر كبير من أي منتخب سوى في دور نصف النهائي عندما تتبقى المنتخبات القوية، ومن ضمنها منتخبنا".

 

خالد النواري، صحفي رياضي

 

وعلى عكس سامي يبدو خالد النواري حذرًا في توقعاته إذا يقول: "أتوقع أن يظهر المنتخب بمستوى جيد، ويحقق نتائج إيجابية في النهائيات الآسيوية في تايلاند على الأقل، من الممكن أن يصل إلى دور الثمانية، هذا على أقل تقدير إذا لم يستطع مواصلة العبور [للأدوار المتقدمة]."

 

مراد أبو الرجال حذا حذو النواري في توقعه الحذر فقال: "صعب جدًّا التنبؤ في المنتخبات الناشئة لأنها تختلف من جيل لآخر... أمنياتي أن يصل إلى المربع الذهبي، لكن توقعاتي أن يصل إلى دور الثمانية، هذه البطولة تطورت بشكل كبير فالاتحادات الآسيوية أصبحت تبني منتخباتها من المنتخبات الناشئة، عكس اتحادنا الذي يستثمر بمواهب هؤلاء اللاعبين ولا يبني على تلك المواهب للمستقبل، لذلك عمليات البناء لدى الاتحادات الأخرى خصوصًا منتخبات شرق آسيا أصبحت هائلة وقائمة من منتخبات الناشئين ثم الصعود إلى المنتخبات العليا".

 

عبد العزيز الفتح يشارك أبو الرجال توقعه إذا توقع وصول منتخبنا إلى الدور الثاني ثم الخروج. ويعقب قائلًا: "أتمنى ألا يتحقق توقعي ولكن أنا أرجح كلامي لأن خصمنا في الدور الثاني سيكون منتخبًا أكثر فتكًا من منتخبنا." وإجابة عن السؤال حول سبب تشاؤمه قال الفتح: "إنها المعطيات والواقع."

 

وبين متفائل ومتشائم، لم ينسَ الجميع إرسال رسائل الدعم والمساندة للاعبين والكادر التدريبي والإداري، ووضع الثقة فيهم على تحقيق الإنجاز ورسم الفرحة على الوجوه.

 

سامي نذير، مهتم ومتابع للشأن الرياضي

 

"نقول للمنتخب، ولكادره: يجب أن تبذلوا كل ما بوسعكم لأنكم أملُ الشعبِ في الوضع الراهن، فالجماهير الأخرى تشاهد لكي تستمتع، نحن نقاوم ونشجع لكي نعيش لحظات فرح تخرجنا مما نحن فيه." يخاطبهم سامي نذير.

 

ويبقى السؤال: هل سيكون أشبال سبأ عند ثقة جماهيرهم ومحبيهم، ويصنعون فرحةً للملايين من الشعب اليمني؟


التعليقات