[ اللواء طاهر العقيلي رئيس هئية الأركان ]
بعد عام من الجمود، تتحرك جبهات رئيس أركان الجيش اليمني اللواء طاهر العقيلي الخمس مرة أخرى، وبينما يتجول بين ساحات القتال على بعد مئات الكيلومترات، يتحدث عن الانتصارات في بيحان، التي أعادت ربط الطريق من مقره في مأرب إلى جنوب اليمن، وفي منطقة الجوف أيضا.
كما تقدمت القوات 60 كيلومترا شمالاً على طول الساحل من المخا باتجاه الحديدة، الميناء الرئيسي للمتمردين، من قواعد في الصحراء والأراضي المنخفضة الساحلية، وتخطو القوات اليمنية بدعم من التحالف إلى الجبال التي تؤوي العاصمة اليمنية، صنعاء، التي لا تزال في أيدي الحوثيين.
وقد أدت سلسلة من الأحداث إلى التقدم، ففي ديسمبر/كانون الأول قتل الحوثيون حليفهم السابق، علي عبد الله صالح، الذي كان رئيسا لليمن من 1978 إلى 2012، وبالتالي فإن الحوثيين يقاتلون الآن بمفردهم، وقد أثارت عمليات الاعتقال والقتل والمنازل التي هدمتها قذائف الدبابات في العاصمة الاستياء ضد المتمردين، بينما فر آلاف الأهالي الذين لهم علاقات بالمخلوع صالح.
وقد حفزت حكايات فظائع المتمردين قوات الحكومة للتقدم، ويقول الصحفيون اليمنيون الفارون إن الحوثيين قتلوا أكثر من 30 زميلاً، بمن فيهم بعض الذين عملوا في وسائل الإعلام التابعة لصالح، ويقولون إن المتمردين طالبوا بالمال من الأقارب الراغبين فى استعادة الجثث التابعة لذويهم لدفنهم، أما الحوثيون، الذين ادعوا أنهم أبطال الجماهير المضطهدة، فقد تحولوا إلى مضطهديهن، وفقا لترجمة الموقع بوست لما ورد في موقع إيكونيميست.
ومع تقلص المتمردين، قد يتزايد الجيش، وكثيرا ما يصور الصراع على أنه طائفية بين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يتبعون الشيعة، والسنة في المناطق المنخفضة المدعومة من قبل الخليج، لكن هروب مئات الآلاف من النازحين اليمنيين يغير التكوين الطائفي في صفوف الجيش.
بالنسبة للجنرال العقيلي فهو زيدي من عمران، ورئيس الأمن الجديد في مأرب يأتي من عمران أيضاً وعلاوة على ذلك، فهو سيد، (لم تفرق الوسيلة هنا بين الجغرافيا والانتماء).
وقد أدت وفاة صالح أيضاً إلى تحالف إقليمي شائك تم تجميعه ضد الحوثيين لسد خلافاتهم، فمحمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، لم يثق طويلاً في الجيش اليمني الذي يدعمه العديد من الجنود الذين يدعمون الإصلاح المرتبط صلات مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة إسلامية تكرهها وتحاربها دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان الأمير محمد يأمل في أن يقوم صالح بقلب موازين القوى بين الجانبين ويهزم الحوثيين.
ولكن منذ وفاة صالح، الأمير محمد تصالح مع الإصلاح، وقد أعطى الإسناد الجوي للوحدات الموالية للحزب الإسلامي، وفي نفس الوقت فالقوات الحكومية على وشك الخروج من تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، محاصرة من قبل الحوثيين لمدة ثلاث سنوات تقريبا، وتأمل تلك القوات استعادة كل السهل الساحلي، حيث الحوثيين لديهم القليل من الدعم.
ولكن هذا لا يزال يترك الجيش بعيداً عن الانتصار الكامل، سيكون من الصعب على الحوثيين أن ينحدروا من المرتفعات، وقال الجنرال العقيلي إن الألغام والقناصة والصواريخ المضادة للدبابات تجعل التقدم ببطء مؤلم، وعلاوة على ذلك، قبل أن يقتل الحوثيون صالح، سيطروا على ترسانة من الدبابات والصواريخ من الحرس الجمهوري، وكثير منها قدمته أمريكا عندما رأت صالح كحصن ضد القاعدة.
على النقيض من ذلك، يشكو الجنرال العقيلي من أن طلباته للحصول على أسلحة أثقل لتتناسب مع الحوثيين لم يتم الرد عليها، (لم توضح الوسيلة مصدر هذا التصريح، هل كان لها أم ماذا).
إن معنويات رجاله قد اختفت لأنهم يتقاضون رواتبهم بعد تسعة أشهر، وبعضهم يحصلون على المال من خلال بيع أسلحة أو معلومات للحوثيين أو تنظيم القاعدة، لذا فإن تدفق الأسلحة يتم في أسواق الأسلحة التي قلت الأسعار فيها بنسبة 20٪ عما كانت عليه قبل بدء الحرب في عام 2014، ولعل السبب الأكبر وراء الجمود هو أن العديد من اليمنيين يستفيدون منه.
*نشرت المادة في موقع إيكونيميست ويمكن العودة لها على الرابط هنا
*الترجمة خاصة بالموقع بوست.