ترددت أنباء متضاربة عن دخول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في حالة حرجة، دون التوصل إلى تأكيد الحالة الصحية الراهنة التي هو فيها أو يعاني منها.
وذكر مصدر مقرب من الرئيس السابق المخلوع علي صالح أن الحالة الصحية لصالح متدهورة وغير مستقرة، لكنه نفى بشدة نبأ وفاته وفقا لما ذهبت اليه العديد من الوسائل الإعلامية المحلية عشية الأحد.
وقال لـ(القدس العربي) «لا زال الزعيم حيا يرزق ولكن لا اخفيك أن حالته الصحية غير مستقرة، ومتدهورة». موضحا أنه «لا صحة للاشاعات التي تم تداولها في المواقع الإخبارية وفي وسائط التواصل الاجتماعي، وأن هذه الأنباء لا تعدوا أن تكون مجرد شائعات في إطار الحرب النفسية الدائرة في البلاد مع الحرب العسكرية الراهنة».
وكانت العديد من المصادر الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي نشرت أنباء عن احتمالات وفاة المخلوع صالح في جلطة دماغية، اصيب بها قبل أيام، غير أن العديد من المصادر المقربة من صالح نفت أنباء وفاته ولكنها أكدت تدهور حالته الصحية دون أن تكشف عن مستوى الوضع الصحي لحالته.
ونسبت بعض المصادر لمستشاره الصحافي أحمد الصوفي تأكيداته بالعرض المرضي الذي أصيب به صالح. وقالت «نفى مستشار رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام أحمد الصوفي الأنباء المتواترة عن وفاة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح».
وأوضحت أن «الصوفي أقر أن صالح في وضع صحي حرج ولم يغادر البلاد البتة ولا يزال في صنعاء». ونسبت إلى الصوفي قوله «صحيح ان الرئيس مريض لكن ما يثار أنه توفي مجرد أحاديث غير دقيقة ولم يتم نقله إلى أي دولة ولا يزال في منزله في صنعاء».
وكانت العديد من المصادر الإعلامية ذكرت عشية الأحد أن صالح أصيب بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى خارج اليمن سرا وأنه في الوقت الراهن في حالة موت سريري ويرقد في العناية المركزة في إحدى المستشفيات الأوروبية.
وأشارت إلى أن عملية نقله إلى خارج اليمن جاءت بعد فشل إدخال أطباء إيرانيين إلى صنعاء عبر البحر للاشراف على حالته الصحية.
وعلى الرغم من أن الوضع الصحي للمخلوع صالح في حالة صعبة جدا منذ تعرضه لتفجير مسجد دار الرئاسة في العام 2011 مع كبار مسؤولي الدولة، وعودته للحياة السياسية عبر الحرب الراهنة التي عصفت باليمن، غير أن وجوده على قيد الحياة كان يعطي قوة رمزية وروح معنوية عالية لأتباعه، لقوة شخصيته وصلابة موقفه وقوة تأثيره على أتباعه، حيث لازال يتعامل مع أتباعه بأثر رجعي كرئيس للبلاد.
وعلمت (القدس العربي) من مصدر وثيق الاطلاع أن صالح منذ عودته إلى اليمن بعد استكمال علاجه في المملكة العربية السعودية عقب اصابته البالغة من حادثة دار الرئاسة، ظل يقامر على أنه في صحة جيدة ليبقي حضوره القوي ونفوذه وسط أتباعه، رغم أنه كان في «عداد الاشباح».
وأكد أن «صالح كان يستخدم عقاقير طبية منشطة لتمنحه بعض القوة الجسدية للظهور على الناس ولو لدقائق معدودة يبدو فيها متعافيا، ولكنه في الواقع أصبح في عداد الموتى».
ويعتقد العديد من السياسيين أن كارثة الحرب الحالية في اليمن يقف وراءها المخلوع صالح والذي لعب دور (مسعّر الحرب) بتسخير كافة امكانات جيش الدولة السابق وعتاده وبالذات الحرس الجمهوري الذي يتبعه شخصيا لخدمة التمرد الحوثي والانقلاب على السلطة الشرعية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي.
ويرون أنه في حال غياب صالح عن المشهد السياسي وأجواء الحرب الراهنة، سواء بوفاته أو دخوله حالة مرضية حرجة مزمنة تمنعه عن اتصالاته بالآخرين فإن هذه الحرب ستدخل منعطفا جديدا قد يكتب فصولها قريبا، وربما تضع الحرب أوزارها جراء ذلك إما بتسوية سياسية أو عبر عصا الحرب.
وفي السياق، أكد المتحدث الرسمي لقوات التحالف العميد الركن احمد عسيري عدم صحة ما يتم تداوله بخصوص وجود هدنة غير معلنة بشأن العمليات التي ينفذها التحالف العربي بقيادة السعودية، ضد الانقلابيين في اليمن.
وقال في تصريح نشر أمس الاحد إنه في حال وجود أي تطور في هذا الجانب، سيتم إعلانه عبر القنوات الرسمية لقوات التحالف.
وأوضح عسيري أن هذه الأنباء لا تعدو كونها شائعات من جهات مجهولة ولا تحمل أي صفة رسمية، مطالبا بالتثبت وعدم نقل أي معلومة لم تصدر من جهة رسمية.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية التي ينفذها التحالف العربي تسير وفق ما هو مخطط لها، وأن بوادر النصر باتت قريبة، وأن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في تراجع مستمر، مما يؤكد القدرة القتالية لدى القوات السعودية وقوات التحالف، مؤكدا أن معنويات التحالف مرتفعة في ظل هزائم العدو وتراجعه.
وأكد أن العقد السعودي الفرنسي لتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة والمقدرة قيمته ب 3 مليارات دولار ستعزز الجيش السعودي.
يذكر أن المملكة قد قررت في وقت سابق وقف تمويل صفقة الأسلحة للجيش اللبناني المقدرة بثلاثة مليارات دولار، إضافة إلى وقف ما تبقى من صفقة تسليح قوات الأمن اللبنانية التي بلغت مليار دولار وذلك على خلفية مواقف لبنان الأخيرة التي لا تتسق والصالح العربي.
وقال إن الصفقة التي تعاقدت عليها المملكة مع فرنسا والبالغة حوالي 3 مليارات دولار ستدعم بها القوات المسلحة السعودية، مشيرا إلى أن تلك الصفقة ستكون إضافة إلى ما تمتلكه حاليا من معدات على مستوى عال من التطور التقني والعسكري.
إلى ذلك، قال مسؤولون في اليمن أمس الأحد إن مسلحين خطفوا كاهنا هنديا من دار للمسنين هاجموها الأسبوع الماضي في جنوب البلاد بعد أن قتلوا 15 شخصا على الأقل فيما أدان البابا فرنسيس الهجوم «ولامبالاة العالم» حياله.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة بعد أن زعم أربعة مسلحين أنهم أقارب أحد النزلاء واقتحموا المكان وقتلوا أربع راهبات هنديات وامرأتين يمنيتين تعملان بالدار وثمانية مسنين وحارسا.
وأعلنت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سوراج على حسابها على تويتر أن مواطنا هنديا يدعى الأب توم أوزهوناليل «اختطف على يد إرهابيين في اليمن».
وأضافت أن المسؤولين في جيبوتي المجاورة يحاولون التأكد من مكان الأب أوزهوناليل «حتى نستطيع تأمين الإفراج عنه».
وأكد مسؤولون في مدينة عدن الجنوبية اختطاف الكاهن وقالوا إن السلطات تحقق في الهجوم. وفجر الهجوم انتقادات واسعة من بينها انتقادات من جانب البابا وحكومة الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور التي وصفت الهجوم بأنهم عمل إرهابي.
ووصف البابا فرنسيس الراهبات «بشهيدات اليوم» لأنهن ضحايا لكل من القتلة وحالة اللامبالاة العالمية.
وقال في عظته التي ألقاها أمس الأحد أمام الآلاف في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان «هن ضحايا لهجوم من قتلوهن وهن أيضا ضحايا للامبالاة..لهذا التجاهل الذي أصبح سمة عالمية. لا يعبأ بهن أحد».
وسحبت منظمات الإغاثة الدولية معظم موظفيها الأجانب من اليمن لكنها تواصل العمل على نطاق ضيق من خلال موظفين محليين. وقال المسؤولون إن الدافع وراء الهجوم لم يعرف حتى الآن.