إيران غاضبة.. من هو مهندس البرنامج النووي الذي تم اغتياله وما دلالات توقيت العملية؟ (تقرير)
- غرفة الأخبار الجمعة, 27 نوفمبر, 2020 - 10:56 مساءً
إيران غاضبة.. من هو مهندس البرنامج النووي الذي تم اغتياله وما دلالات توقيت العملية؟ (تقرير)

[ محسن فخري زاده ]

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، مساء اليوم الجمعة، مقتل العالم النووي الأبرز "محسن فخري زاده" بالقرب من العاصمة طهران.

 

وقالت الوزارة إن زاده تعرض لإصابة بليغة قبل أن يفارق الحياة في إطلاق نار أتبعها اشتباكات، وصفتها الوزارة بالعملية الإرهابية، مشيرة إلى أن انتقاما صعبا سيكون في انتظار المجموعات الإرهابية وقياداتها وكل من خطط ونفذ.

 

وتشير أصابع الاتهام الإيرانية إلى إسرائيل التي استغلت الفترة القليلة المتبقية من فترة ولاية ترامب للتخلص من أبرز مهندسي البرنامج النووي، والذي لا يقل أهمية عن اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري.

 

ويعتبر الغرب أن محسن زاده يعمل على تطوير قنبلة نووية وكونه العالم الفيزيائي الأخطر، وفقا لمعلومات مدعمة بصورته استعرضها نتنياهو عام 2018، واصفا إياه بمهندس البرنامج النووي الإيراني.

 

ووفقا لمراقبين، فإن اغتيال زاده يعد ضربة كبيرة لإيران وبرنامجها النووي، بدا بجلاء من ردة الفعل الرسمية الإيرانية، والاحتفاء الأمريكي الإسرائيلي بالعملية.

 

أهمية العملية

 

وعن أهمية عملية اغتيال "فخري زاده" علق الناشط الأحوازي "محمد مجيد" الذي يغرد بالعربية بالقول إن "أستاذ الفيزيا النووية في جامعة الإمام حسين الحرس الثوري يعتبر أبو البرنامج النووي الإيراني".

 

وأضاف مجيد في تغريدات على تويتر أن "إيران خسرت اليوم الركن الرئيسي في برنامجها النووي"، والذي اعتبرته هيئة الطاقة النووية الإيرانية أحد أهم النخب العلمية المسؤولة عن الصناعات الدفاعية في إيران.

 

وتابع الناشط الأحوازي المعارض أن زاده يعد الشخصية الأكثر أهمية في برنامج إيران النووي ويشار إليه بعبد القادر خان (أبو القنبلة النووية الباكستانية)  بالنسبة لإيران، الذي كان يحلم ببناء قنبلة نووية لنظام ولاية الفقيه، وفقا للناشط مجيد.

 

 

دلالات التوقيت

 

فيما ذهب محللون للقول إن توقيت العملية استغلالا لفترة ولاية الرئيس الأمريكي المهزوم قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير المقبل، لكن آخرين ذهبوا أبعد من ذلك للقول إنها ضربة استباقية لتسميم العلاقة الإيرانية بالرئيس الأمريكي الجديد، الذي لن يجد بدا من مواصلة سياسة سابقه خصوصا عقب رد إيراني محتمل على العملية.

 

الرئيس ترمب المنتهية ولايته لم يتردد عقب الاغتيال مباشرة في إعادة نشر تغريدة لصحفي تقول إن "فخري زاده كان مطلوبا للموساد، كونه يرأس البرنامج العسكري النووي لإيران".

 

 

وعلق صحفيون ومحللون يمنيون على العملية، كون اليمن الأكثر تضررا من التمدد الإيراني في المنطقة، حيث اعتبر الصحفي "عبد الرزاق الجمل" العملية أخطر من اغتيال قاسم سليماني، فالأولى، بحسب الجمل، تمت بقصف جوي وخارج الأراضي الإيرانية، أما الثانية فكانت بهجوم مسلح وقرب العاصمة طهران.

 

 

وعن ردة الفعل المحتملة، قال عبد الرزاق إن إيران "تتجنب إسرائيل، ولن ترد على أي استهداف، هذه هي سياستها الحالية، القصف الإسرائيلي لأهداف إيرانية في سوريا لا يتوقف، امتد للعراق أيضا".

 

تداعيات محتملة

 

وتساءل الصحفي اليمني "أحمد الحاج" فيما لو أن هذه العملية قد تشعل حرب صواريخ بعيدة، بين طهران وتل ابيب، "لا سيما بعد اتهام إيران لإسرائيل بالاغتيال".

 

لكن الحاج الذي يعمل مراسلا لأسوشيتد برس أكد أن هذه العملية "موجعة لإيران لكنها لم تكن الأولى‏، فخلال الفترة الماضية كانت هناك عمليات أمنية بطابع استخباراتي نفذت وسط تكتم إيراني".

 

 

وعن تداعيات العملية، يرى "حيدر اللواتي" الأكاديمي بجامعة السلطان قابوس أنه من المحتمل أن نرى "تحشيد الشعب خلف القيادة وإفشال مساعي الغرب لإشعال توترات داخلية"، علاوة على "تزايد الضغط الداخلي لصناعة السلاح النووي".

 

‏وأضاف اللواتي على تويتر أن التداعيات في الداخل الإيراني ستشمل أيضا "تزايد فرص مرشح أصولي للفوز بالرئاسة في يونيو، لتجتمع السلطات الثلاث في يد الأصوليين في موقف موحد قوي أمام بايدن".

 

 

تأتي هذه العملية من العيار الثقيل عقب أشهر من عملية مماثلة استهدفت "سليماني" الذي يعد أبرز قيادات الحرس الثوري المتحكمين بملف التوسع في الشرق الأوسط.


التعليقات